مـــــــــوديس Modiss
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الشخصية المضادة للمجتمع ( البسيكوباثية )

اذهب الى الأسفل

الشخصية المضادة للمجتمع ( البسيكوباثية ) Empty الشخصية المضادة للمجتمع ( البسيكوباثية )

مُساهمة من طرف موديس الخميس 20 مارس 2008 - 14:03


الشخصية المضادة للمجتمع ( السيكوباثية ) :

• الأسباب والتكوين :

يتحدّد سلوك الإنسان وشخصيته بمجموعتين من العوامل وأحياناً بأكثر من مجموعتين ، ولكن يتفق معظم المهتمين على هاتين المجموعتين : البيولوجية والثقافية الاجتماعية
أما الأولى : فهي التي ترتبط بجسم الإنسان وتتضمن عوامل الوراثة أي ما ورثه من والديه وأجداده
أما الثانية : فهي الثقافية والتي تتعلق بعلاقة الفرد بالأفراد المحيطين به والوسط الاجتماعي الثقافي الذي ينتمي إليه ويعيش فيه، ويضيف البعض الآخر عامل الأسرة والتربية وما يتعلمه من المدرسة وما تتجه له من مواقف تعليمية مقصودة فضلاً عما يكتسبه من زملائه في المدرسة أو الشارع؛ لذا فإن دراسة سلوك الإنسان ودوافعه الشعورية واللاشعورية التي تكمن وراء هذا السلوك ، هي دراسة تتميز بمعرفة الإنسان ككل دون اجتزاء ، فالنظرة الكلية له تعني معرفة القدرات والمهارات والاستعدادات والميول لتحقيق هذه المعرفة


وما سنعرض من أسباب أو عوامل في التكوين يكفي أحدها لإنتاج هذا النمط من الشخصية:
1- العامل البيولوجي : وهو يتعلق بالتكوين العضوي للشخص ، ومن المحتمل أن يكون موروثاً
2- العامل العائلي : ويتعلق بالتكوين الأسري وبفئة الأسرة عموماً وما يكتسب من عوامل سيكولوجية في الطفولة أو المراحل التالية
3- العامل الاجتماعي والاقتصادي : وهو يتعلق بالحالة البيئية - الاجتماعية أو بالمجتمع الذي نشأ فيه الشخص


• الصفات الأساسية للشخصية السيكوباثية :
1ـ تتسم بالعنف غير الطبيعي ، أو سلوك خطير لا يتسم بالمسؤولية
2ـ تعاني من انحراف السلوك ، وتسبب المعاناة لمن حولها في الأسرة والمجتمع
3ـ سريع الاندفاع وعديم الشعور أو قليل الشعور بالندامة والإثم
4ـ عاجز عن تكوين علاقة دائمة من المودة مع غيره من الناس
5ـ أناني لا يعرف أحد سبب أنانيته

وتتوفر في السيكوباثي أربعة مظاهر:
1ـ عدم وجود مرض عقلي أو تخلف عقلي
2ـ استمرار مدة المعاناة
3ـ اتسام السلوك بالعنف والتعدي وعدم المسؤولية
4ـ اضطرار المجتمع لاتخاذ إجراء ما لمواجهة هذه الحالة
ومن الصعب جداً حصر نمط الشخصية المناهضة للمجتمع (السيكوباثية) في صورة سلوكية واحدة أو تصور واحد معين بحد ذاته؛ فهي تتلون وتتغير تبعاً للموقف


أما السمات التي يتصف بها السيكوباثي (المضاد للمجتمع) ، من خلال التشخيص الإكلينيكي فقد أتضح ما يلي :
1ـ عدم النضج الانفعالي
2ـ فقدان التبصر
3ـ العبثية
4ـ الأنانية
5ـ النشوز الاجتماعي

لذا صنفت هذه الشخصية على وفق المعايير الاجتماعية والطبية بأنها ليست مريضة نفسياً أو عقلياً بل إنها شخصية منحرفة عن قيم المجتمع ، وهذا الانحراف يعد بحد ذاته خروجاً عن المألوف ومتضاداً معه ، حتى سميت بالشخصية المضادة للمجتمع أو المناهضة للمجتمع

• أنماط الشخصية المضادة للمجتمع (السيكوباثية ) :
إن السمة السائدة لهذه الشخصية هي عدم النضج العاطفي، وتركز الطفلية العاطفية، فضلاً عن ضعف التحكم في العقل، وعدم التعلم من تجارب الحياة وخبراتها، فنجده يندفع بدون تأني وردود أفعال غير متزنة، فتارة يكون في حالة حزن شديد وانعزال تام، وتارة أخرى فرح وسعيد ومبتهج، وهو السائد على سلوكه الظاهري، وعند الأخذ بأنماطها المتعددة نجد أنها تشمل :

1ـ اللااجتماعية أو المناهضة للمجتمع :
وتسمى أيضاً الشخصية المناهضة للمجتمع، ويوصف هذا النمط بأنه يخرج عن النمط الاجتماعي المقبول والمعقول في سلوكه وترى (ميوراي وهيو لسكرتر) بأن القوانين والمعايير الاجتماعية والاخلاقية هي بمثابة بناء ديناميكي يتأثر بالزمن والثقافة السائدة في مجتمع ما، كما يتأثر بطبيعة الأفراد الذين يتعاملون مع هذه القضايا ، لذا فإن كل حالة تعد حالة منحرفة عن المتوسط الاجتماعي لسلوك الناس ، وهي خارجة عن القيم والقواعد الاجتماعية؛ ويرجع هذا النمط من السلوك والتصرفات إلى فشل التواصل بين الذات والآخر، ويصدق هذا القول على السلوك العدواني، لا سيما أن القذف والشتم وتناول الناس بالسيئات إنما هو سلوك عدواني بأبسط صوره، وكذلك التعدي بالضرب يعد أعلى درجات السلوك المضاد للمجتمع، فضلاً عن أن لدى هذه الشخصية مبدأ اللذة هو السائد على مبدأ الألم ، ويسعى إلى تحقيقه على حساب أي اعتبار آخر دون النظر إلى العواقب

2ـ نمط العنف والتعدي :
يعد هذا النوع من أخطر الأنواع؛ ففيه تتمثل المعاناة الكبيرة للعائلة والمجتمع، لما يصدر عنه من سلوك فعلي إزاء مواقف الحياة وتفاعلاتها ، ويطلق على هذا السلوك أو النمط بسلوك التعدي والعنف وإيذاء الناس أو الأشياء أو كليهما؛ فهو يتسم بالقسوة وبدون ندم على مايفعله أو الشعور بالإثم أو أي مراعاة لقيم المجتمع وأعرافه وعنف الفرد السيكوباثي وتعديه على أفراد المجتمع لا ينحصر فقط في الخشونة بالتعامل أو الكلام أو التهور في المعاملة، بل يتعداه إلى درجات متفاوتة من العنف والإيذاء الفعلي، وقد يشمل حتى الأطفال والنساء وأفراد العائلة، ويرى علي كمال أن معظم حالات العنف قد تأتي بدون تدبير مسبق، إلا أنها قد تأتي في بعض الحالات تحقيقاً لرغبة ملحة، كما أن العنف قد يأتي استجابة لانفعال آني يثار لسبب ما قد لا يكون عظيماً، غير أن رد الفعل يأتي بكامل قوته لذا يعد سلوك العنف الصادر عن الشخصية السيكوباثية سلوكاً ضد المجتمع وضد الأشياء، وهو عنف مادي غير مقبول

3ـ النمط اللاأخلاقي :
يتصف الشخص السيكوباثي (المعادي للمجتمع) بسلوكه غير الأخلاقي في التعامل مع الناس من حيث الكذب والغش والتحايل والتطفل والابتزاز والتطاول على الآخرين، وينبع هذا السلوك أساساً من عدم تقدير الشخص لذاته أو لنفسه، فهو لا يجد التقدير والاحترام من نفسه، كما يشعر بالدونية تجاه نفسه، فيقوم بإسقاط هذه المشاعر (الدونية) وكل الصفات اللااخلاقية على الناس، وهذه المشاعر الدونية في التعاملات تنعكس على حالة الإحباط التي يعيشها ويشعر بها مما يؤدي إلى فشله في إقامة علاقات متوازنة قائمة على التقدير والاحترام مع الآخرين، لذا فهو لا يجد أية صعوبة في أن يعيش حياة اجتماعية متدنية في الأخلاق، فليس له علاقة مع الآخرين، ويعيش منعزلاً

4ـ النمط الإبداعي ــ الخلاّق :
يوصف السيكوباثي بأنه مبدع؛ ويتميز بدرجة عالية من الذكاء والتأثير في الآخرين المحيطين به، ويستطيع انتاج أفكار وإبداعات كبيرة وعظيمة خلال مسيرته العلمية أو الثقافية أو الفنية، وقد أثبتت بعض الدراسات وجود ارتباط بين شخصية بعض المبدعين والانحراف، على أن ذلك لا يعني بحال أن كل مبدع منحرف أو مضطرب أو مريض؛ فالعمل الإبداعي يصدر عن الفرد ويمثل انفعاله الكلي في عملية الخلق وطريقة إنجازه وزمن إنجازه وأسلوب حياته

• طرق الوقاية من هذه المشكلة :
1ـ توفير التنشئة الاجتماعية السليمة للاطفال داخل الاسرة
2ـ تكوين الضمير لدى الطفل حتى يتمكن من الالتزام بقوانين المجتمع واحترام عاداته
3ـ بناء علاقات تتسم بالانفتاح والود والصداقة لان نمط العلاقات الاسرية هو الأساس
لعلاقاته الاجتماعية خارج الاسرة
4ـ حماية الاسره وحماية الطفولة في حالة تفكك الاسرة وتوفير الرعاية اللازمة للاطفال
المتشردين والايتام
5ـ اهتمام المدرسة بمعالجة مشكلات تلاميذها
6ـ معالجة العيوب الخلقية والتشوهات الجسمية لما يمكن ان تتركه من أثار سلبية على
نفسية الطفل
7ـ محاولة التنبؤ المبكر بظهور مشكلة السيكوباثية لدى الفرد


نقلا للفائدة وللحديث بقية ..
موديس
موديس
*****

المساهمات : 316
تاريخ التسجيل : 01/03/2008

https://modiss.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى