مادا عن الإسلام السياسي -10-
صفحة 1 من اصل 1
مادا عن الإسلام السياسي -10-
في جميع البلاد التي تمكنت فيها الجماعات الاسلامية ومنظمات الجهاد من تحقيق طفرات نوعية في التوغل في بعض القطاعات او مواصلة بعض النضالات وقيادة بعض المواجهات مع السلطة والانظمة الحاكمة ، كانت الظروف المعيشية للبرجزوازية الصغيرة والمتوسطة في تدهور مستمر بحيث لم تستطيع ان تواجه معوقات الراسمال المحلي ،ولم تستطيع ان تساير موجات التحديث المتسارعة رغم توافر بعضها على بعض العوامل الاقتصادية المهمة ، مثل النفط الذي وظفته في خدمة مريديها نحو مشاريع استهلاكية غير منتجة ، وظاهرة الاستثمارات التي قام بها الشيخ اسامة بن لادن في العديد من الاقطار العربية مثل السودان ، المملكة العربية السعودية ، اليمن ، وبافغانستان تبقى غنية عن كل تاكيد .
ومن جهة اخرى يلاحظ ان الشعارات التي روجت لها الانظمة السياسية العربية في بعض الاقطار العربية مثل مصر ،سورية ،الاردن ، الجزائر والعراق لم تستطيع ان تمنع هزيمة العرب المذلة في حرب يونيو 1967 بعد ان اضاعت فلسطين في سنة 1948 ، كما انها لم تنجح في اقامة الديمقراطية السياسية والاقتصادية التي كانت من اسباب قفزها على الحكم ، والشيء الاخطر انها غرقت حتى النخاع في الشعارات ، لكنها اخفقت في تحقيق الوحدة العربية التي باسمها فتحت السجون على مصراعيها لدعاة التنوير والاصلاحيين بمختلف توجهاتهم السياسية والايديولوجية ، فكان الفشل وكانت الانتكاسات المتوالية والمدوية بسبب تغييب الجماهير والشعب من المشاركة الفعالة في التقرير في المسائل الاستراتيجية التي تهم مستقبل الامة والشعب ،وتعويضها بالحلول الفوقية التي سرعان ما كانت تصل الابواب المسدودة بسبب تغير مزاج الحكام الذين كانوا مرتبطين بمصالحهم الضيقة المدعمة لانظمتهم اكثر منها ارادات قوية في بناء الوحدة العربية .
ان هذه العوامل وغيرها كثير ، جعلت الانظمة السياسية العربية وبمختلف اتجاهاتها السياسية ، ان تصبح عرضة للانتقادات والتهجمات ليس فقط من قبل التنظيمات الشيوعية والمنظمات الماركسية اللينينية التي انشقت عن الاحزاب الأركاييكية من شيوعية ،ناصرية ، اشتراكية و بعثية ، لكنها والى جانب كل هذا ، فقد فرشت ارضية من حرير للتيارات الاسلامية و الجهادية التي وجدت الساحة فارغة في طرح مشروعها الايديولوجي القروسطوي الرجعي الذي يمحور ازمة العرب السيكولوجية والحضارية في مشروع الخلافة الاسلامية . وقد ساهم في تدعيم هذه الظاهرة فشل اليسار الثوري في انجاز مشاريعه الايديولوجية العامة وعلى اساسها الجمهورية ، وفشل الاحزاب القومية في تحقيق الوحدة وهزيمتها المذلة امام اسرائيل،ثم افراغ المجهود في الصراع بين القومين من ناصريين وبعثين واحزاب برجوازية صغرى شيوعية ، وبين اليسار الجديد الذي حمل تلك المجموعة المسؤلية المباشرة عن جميع الانتكاسات التي حلت بالامة والشعب ، فاعتبر ان الهزيمة ،هي هزيمة للطبقة البرجوازية التي خاضت الحرب ، وليس هزيمة الشعوب التي بقيت مبعدة عن ساحة المعركة بدعوى الخوف وفقدان الثقة في الجماهير التي قد تنقلب على مشاريع تلك الانظمة التي فرضت وصاية فوقية استبدادية لتحصين وجودها حفاظا على مصالحها
...
ومن جهة اخرى يلاحظ ان الشعارات التي روجت لها الانظمة السياسية العربية في بعض الاقطار العربية مثل مصر ،سورية ،الاردن ، الجزائر والعراق لم تستطيع ان تمنع هزيمة العرب المذلة في حرب يونيو 1967 بعد ان اضاعت فلسطين في سنة 1948 ، كما انها لم تنجح في اقامة الديمقراطية السياسية والاقتصادية التي كانت من اسباب قفزها على الحكم ، والشيء الاخطر انها غرقت حتى النخاع في الشعارات ، لكنها اخفقت في تحقيق الوحدة العربية التي باسمها فتحت السجون على مصراعيها لدعاة التنوير والاصلاحيين بمختلف توجهاتهم السياسية والايديولوجية ، فكان الفشل وكانت الانتكاسات المتوالية والمدوية بسبب تغييب الجماهير والشعب من المشاركة الفعالة في التقرير في المسائل الاستراتيجية التي تهم مستقبل الامة والشعب ،وتعويضها بالحلول الفوقية التي سرعان ما كانت تصل الابواب المسدودة بسبب تغير مزاج الحكام الذين كانوا مرتبطين بمصالحهم الضيقة المدعمة لانظمتهم اكثر منها ارادات قوية في بناء الوحدة العربية .
ان هذه العوامل وغيرها كثير ، جعلت الانظمة السياسية العربية وبمختلف اتجاهاتها السياسية ، ان تصبح عرضة للانتقادات والتهجمات ليس فقط من قبل التنظيمات الشيوعية والمنظمات الماركسية اللينينية التي انشقت عن الاحزاب الأركاييكية من شيوعية ،ناصرية ، اشتراكية و بعثية ، لكنها والى جانب كل هذا ، فقد فرشت ارضية من حرير للتيارات الاسلامية و الجهادية التي وجدت الساحة فارغة في طرح مشروعها الايديولوجي القروسطوي الرجعي الذي يمحور ازمة العرب السيكولوجية والحضارية في مشروع الخلافة الاسلامية . وقد ساهم في تدعيم هذه الظاهرة فشل اليسار الثوري في انجاز مشاريعه الايديولوجية العامة وعلى اساسها الجمهورية ، وفشل الاحزاب القومية في تحقيق الوحدة وهزيمتها المذلة امام اسرائيل،ثم افراغ المجهود في الصراع بين القومين من ناصريين وبعثين واحزاب برجوازية صغرى شيوعية ، وبين اليسار الجديد الذي حمل تلك المجموعة المسؤلية المباشرة عن جميع الانتكاسات التي حلت بالامة والشعب ، فاعتبر ان الهزيمة ،هي هزيمة للطبقة البرجوازية التي خاضت الحرب ، وليس هزيمة الشعوب التي بقيت مبعدة عن ساحة المعركة بدعوى الخوف وفقدان الثقة في الجماهير التي قد تنقلب على مشاريع تلك الانظمة التي فرضت وصاية فوقية استبدادية لتحصين وجودها حفاظا على مصالحها
...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى