مادا عن الإسلام السياسي -9-
صفحة 1 من اصل 1
مادا عن الإسلام السياسي -9-
-ماهو التموضع الطبقي الذي يمكن ان نرتب فيه جميع الحركات الاسلامية بالمغرب وبالوطن العربي ؟
هل يجب ان نعتبرها فئات برجوازية صغيرة او متوسطة ؟ هل هي ميالة الى نمط الاستهلاك الغربي رغم انتقادها له ؟ هل هي ذات سمات وخصائص متميزة في الدفاع عن طبقة معينة او مجموعة طبقات داخل المجتمع ؟ هل هي معادية للطبقة العاملة بحكم مستوى استهلاكها وانتماءها الوظيفي والطبقي ؟..الخ.ثم في اية خانة يمكن ان نصنف بعض النضالات التي تقوم بها في العديد من الأقطار العربية ؟هل نضالاتها تعتبر تقدمية ؟ قومية ؟ أممية إسلامية ؟ديمقراطية ؟..أم انه رغم طابعها المعادي للغرب الرأسمالي وللسلطة المحلية في بلادها ، فان سلوكها لا ينفي ولا يحجب كون إيديولوجيتها وبرنامجها يعتبران رجعيان بحكم جوهريهما وبحكم تعريفيهما ؟.
إن المحلل لمختلف الأدبيات السياسية التي تروج لها كل تلك الحركات والاتجاهات الاسلامية ، سيستنتج بكل سهولة ان الهدف الرئيسي الذي تعمل تلك الجماعات بلوغه هو ما جاء على لسان أبي الأعلى المودودي من جعل الحاكمية لله في ميدان السلطة والتشريع والاقتصاد والاجتماع ، مع الوقوف في مواجهة جميع المحاولات والجهود التي تريد استعمال العقل في تفسير النصوص والاحكام ، ثم تاويلها وتفسيرها وتكييفها مع الظروف الجديدة ونوع العلاقات التي اصبحت تتحكم في نسج الخيوط واستشراف المستقبل على ضوء تقييم الواقع،حيث ان الدول العربية لا تعيش في كوكب اخر غير كوكب الكرة الاضية ، وهو ما يحتم عليها ابتكار القوانين المحافظة على الأصل وبما لا يتعارض مع العلاقات الدولية .
ان المقصود بالسير على خطى السلف الصالح ، و دولة الخلافة الراشدة او العثمانية ، والرجوع الى حياة اربعة عشر قرن مضت ، ومعارضة كل محاولات استعمال العقل والمنطق في تفسير الظواهر ونسج العلاقات ، يدل بكل بوضوح على الطبيعة التركيبية والمشروع السياسي الذي تريد جماعات الاسلام السياسي بلوغه ،لذا يكون من الخطا ، بل من العبث نعت تلك الحركات بالحركات الثورية ، وانتفاضتها ضد الأنظمة بالثورة ، مهما كانت الشعارات التي ترددها ومهما كانت العمليات التي تقوم بها . ان الحركات السياسية الاسلامية في الوطن العربي وبالمغرب ، نعتبرها حركات برجوازية صغيرة ومتوسطة وما فوق المتوسطة سواء بطبيعة برنامجها أو إيديولوجيتها النصية الجامدة او بتركبتها الاجتماعية وعلاقاتها المتشابكة ، وحتى الاحوال الاجتماعية لمؤسسيها .
ان هذه الجماعات تجد ايديولوجيتها واطاراتها المنظمة بين المثقفين الكلاسيكيين والمثقفين العضويين والتابعين للبرجوازية الصغيرة والمحكوم عليهم بان يظلوا في الدرجات والمراتب التحتية ، أي المدرسين الصغار وصغار الموظفين والحرفيين وبعض اصحاب المهن غير القارة ، اضافة الى قمتها المكونة من محامين ، اساتدة ، مهندسين ، اطباء ..وفي فترات صعودها تجد الجماعات السياسية الاسلامية مجموعة واسعة من الطلبة في الجامعات والكليات والمدارس العليا وسائر محلات انتاج المثقفين ، حيث ان هوية هؤلاء لا تزال مشروطة باصولهم الاجتماعية اكثر مما هي مرتبطة بمستقبلهم المرتقب والمتقلب في العديد من المراحل التي يقطعونها في مسارهم.
...
هل يجب ان نعتبرها فئات برجوازية صغيرة او متوسطة ؟ هل هي ميالة الى نمط الاستهلاك الغربي رغم انتقادها له ؟ هل هي ذات سمات وخصائص متميزة في الدفاع عن طبقة معينة او مجموعة طبقات داخل المجتمع ؟ هل هي معادية للطبقة العاملة بحكم مستوى استهلاكها وانتماءها الوظيفي والطبقي ؟..الخ.ثم في اية خانة يمكن ان نصنف بعض النضالات التي تقوم بها في العديد من الأقطار العربية ؟هل نضالاتها تعتبر تقدمية ؟ قومية ؟ أممية إسلامية ؟ديمقراطية ؟..أم انه رغم طابعها المعادي للغرب الرأسمالي وللسلطة المحلية في بلادها ، فان سلوكها لا ينفي ولا يحجب كون إيديولوجيتها وبرنامجها يعتبران رجعيان بحكم جوهريهما وبحكم تعريفيهما ؟.
إن المحلل لمختلف الأدبيات السياسية التي تروج لها كل تلك الحركات والاتجاهات الاسلامية ، سيستنتج بكل سهولة ان الهدف الرئيسي الذي تعمل تلك الجماعات بلوغه هو ما جاء على لسان أبي الأعلى المودودي من جعل الحاكمية لله في ميدان السلطة والتشريع والاقتصاد والاجتماع ، مع الوقوف في مواجهة جميع المحاولات والجهود التي تريد استعمال العقل في تفسير النصوص والاحكام ، ثم تاويلها وتفسيرها وتكييفها مع الظروف الجديدة ونوع العلاقات التي اصبحت تتحكم في نسج الخيوط واستشراف المستقبل على ضوء تقييم الواقع،حيث ان الدول العربية لا تعيش في كوكب اخر غير كوكب الكرة الاضية ، وهو ما يحتم عليها ابتكار القوانين المحافظة على الأصل وبما لا يتعارض مع العلاقات الدولية .
ان المقصود بالسير على خطى السلف الصالح ، و دولة الخلافة الراشدة او العثمانية ، والرجوع الى حياة اربعة عشر قرن مضت ، ومعارضة كل محاولات استعمال العقل والمنطق في تفسير الظواهر ونسج العلاقات ، يدل بكل بوضوح على الطبيعة التركيبية والمشروع السياسي الذي تريد جماعات الاسلام السياسي بلوغه ،لذا يكون من الخطا ، بل من العبث نعت تلك الحركات بالحركات الثورية ، وانتفاضتها ضد الأنظمة بالثورة ، مهما كانت الشعارات التي ترددها ومهما كانت العمليات التي تقوم بها . ان الحركات السياسية الاسلامية في الوطن العربي وبالمغرب ، نعتبرها حركات برجوازية صغيرة ومتوسطة وما فوق المتوسطة سواء بطبيعة برنامجها أو إيديولوجيتها النصية الجامدة او بتركبتها الاجتماعية وعلاقاتها المتشابكة ، وحتى الاحوال الاجتماعية لمؤسسيها .
ان هذه الجماعات تجد ايديولوجيتها واطاراتها المنظمة بين المثقفين الكلاسيكيين والمثقفين العضويين والتابعين للبرجوازية الصغيرة والمحكوم عليهم بان يظلوا في الدرجات والمراتب التحتية ، أي المدرسين الصغار وصغار الموظفين والحرفيين وبعض اصحاب المهن غير القارة ، اضافة الى قمتها المكونة من محامين ، اساتدة ، مهندسين ، اطباء ..وفي فترات صعودها تجد الجماعات السياسية الاسلامية مجموعة واسعة من الطلبة في الجامعات والكليات والمدارس العليا وسائر محلات انتاج المثقفين ، حيث ان هوية هؤلاء لا تزال مشروطة باصولهم الاجتماعية اكثر مما هي مرتبطة بمستقبلهم المرتقب والمتقلب في العديد من المراحل التي يقطعونها في مسارهم.
...
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى