مادا عن الإسلام السياسي -2-
صفحة 1 من اصل 1
مادا عن الإسلام السياسي -2-
و كان لابد لزعماء الحركات الاجتماعية في العالم العربي والشرق المسلم ، كما هو الحال في الغرب المسيحي اليهودي ،من الالتجاء الى الدين والاحتماء به من اجل الهجوم على السلطة الاقطاعية الاستبدادية المتسترة برداء الدين ايضا . وقد كانت سيطرة الايديولوجية الدينية في حياة المجتمع الفكرية في الشرق وفي اروبة العصر الوسيط لا تتجلى في تكريس الاوضاع القائمة فحسب ، بل في واقع ان الهجوم على الاقطاعية او على مؤسساتها كان يتخد شكلا دينيا . لقد كان الدين شرطا ايديولوجيا ضروريا لعملية التطور التاريخي .
وانطلاقا من ذلك الواقع كانت الفئات الدينية المعارضة والمضطهدة تسعى الى تضييق نفود الطبقة الحاكمة الروحي عن طريق الدين ايضا . هكذا تم في مجرى التطور التاريخي و في خضم احتدام التناقضات بين الحاكمين والمحكومين ، استخدام الدين من كلا طرفي الصراع الاجتماعي لحشد الجماهير المؤمنة ، اما في طريق الثورة ضد الاستغلال والاضطهاد ، او في سبيل تخدير الجماهير وتحويلها الى كتل تنتج الخيرات لمصلحة الفئات الحاكمة المتربعة على ارائك الخلافة وسدة الحكم . وقد استمر الوضع على هذا المنوال حتى مجيء عصر النهضة وحركة التجديد والتنوير الاسلامي في القرن التاسع عشر وتحديدا في اواخره . ففي ظل تاثير الانتشار النسبي للعلاقات الراسمالية في معظم الاقطار العربية المتزامن مع ضغط الراسمالية الاروبية والغزو الكلونيالي ، ومن ثم الامبريالي لمغرب ومشرق الوطن العربي ، ومع الإرهاصات الأولى لظهور الافكار البرجوازية المبكرة ...بدات تظهر تدريجيا في مصر وفي العديد من الاقطار العربية ، اتجاهات ايديولوجية جديدة عرفت:
بحركات" التجديد الاسلامي " و " حركة الجامعة الاسلامية "، بتعريف الافغاني ومحمد عبدو . ولا يخفى ان " حركة التجديد الاسلامي "شانها شان حركة " النهضة العربية "، كانت ثمرة البدايات الاولى لنمو علاقات انتاج جديدة راسمالية ، وقد عبرت افكار " التجديد الاسلامي "و " حركة النهضة العربية "عن تطلعات الطبقة البرجوازية الجديدة السائرة في طريق التكوين في المنطقة العربية .
معنى ذلك ان " حركة النهضة العربية " و " حركة التجديد الاسلامي "في عصر النهضة العربية كانت كما ذكرنا حركة ثورية حضارية تسير مع مجرى التطور التاريخي في اواخر القرن التاسع عشر المتسم بعملية الانتقال من الاقطاعية الى الراسمالية من جهة ، وتحول الراسمالية الى امبريالية تستثمر وتستغل الشعوب وتستعبدها من جهة اخرى . وقد وقفت " حركة التجديد " في عصر النهضة ضد الامبريالية في عدوانها على الشعوب الاسلامية ، ووقفت ضد الاستبداد المتمثل في الاقطاعية الشرقية والعثمانية . وهذا الموقف يتعارض طبعا مع المشروع العام الذي تريد منظمات الاسلام السياسي تحقيقه في المجتمع ، والذي ليس في الحقيقة اكثر من محاولة بائسة ويائسة لبعث السلطة العثمانية الاستبدادية خلف اقنعة مختلفة ، وقتل المشروع العربي المعاصر ، وليس الحداثي التغريبي الاباحي ،الذي يخوض النضال ضد كل المخزون الثقافي السلبي المعشعش في البنية العربية على مدى مئات السنين ، والذي يلتمس لنفسه البراءة في اقاصيص وحكايات ونصوص تاريخية استهدفت قتل روح المبادرة في العقل العربي المأزوم أصلأ خدمة للنظم الاستبدادية القامعة ، ومن جهة اخرى محاولات الرجعية في ان تستغل الدين ضد طبيعته وروحه لعرقلة التقدم ، وذلك بافتعال تفسيرات له تتصادم مع حكمته الإلهية السامية .
....
وانطلاقا من ذلك الواقع كانت الفئات الدينية المعارضة والمضطهدة تسعى الى تضييق نفود الطبقة الحاكمة الروحي عن طريق الدين ايضا . هكذا تم في مجرى التطور التاريخي و في خضم احتدام التناقضات بين الحاكمين والمحكومين ، استخدام الدين من كلا طرفي الصراع الاجتماعي لحشد الجماهير المؤمنة ، اما في طريق الثورة ضد الاستغلال والاضطهاد ، او في سبيل تخدير الجماهير وتحويلها الى كتل تنتج الخيرات لمصلحة الفئات الحاكمة المتربعة على ارائك الخلافة وسدة الحكم . وقد استمر الوضع على هذا المنوال حتى مجيء عصر النهضة وحركة التجديد والتنوير الاسلامي في القرن التاسع عشر وتحديدا في اواخره . ففي ظل تاثير الانتشار النسبي للعلاقات الراسمالية في معظم الاقطار العربية المتزامن مع ضغط الراسمالية الاروبية والغزو الكلونيالي ، ومن ثم الامبريالي لمغرب ومشرق الوطن العربي ، ومع الإرهاصات الأولى لظهور الافكار البرجوازية المبكرة ...بدات تظهر تدريجيا في مصر وفي العديد من الاقطار العربية ، اتجاهات ايديولوجية جديدة عرفت:
بحركات" التجديد الاسلامي " و " حركة الجامعة الاسلامية "، بتعريف الافغاني ومحمد عبدو . ولا يخفى ان " حركة التجديد الاسلامي "شانها شان حركة " النهضة العربية "، كانت ثمرة البدايات الاولى لنمو علاقات انتاج جديدة راسمالية ، وقد عبرت افكار " التجديد الاسلامي "و " حركة النهضة العربية "عن تطلعات الطبقة البرجوازية الجديدة السائرة في طريق التكوين في المنطقة العربية .
معنى ذلك ان " حركة النهضة العربية " و " حركة التجديد الاسلامي "في عصر النهضة العربية كانت كما ذكرنا حركة ثورية حضارية تسير مع مجرى التطور التاريخي في اواخر القرن التاسع عشر المتسم بعملية الانتقال من الاقطاعية الى الراسمالية من جهة ، وتحول الراسمالية الى امبريالية تستثمر وتستغل الشعوب وتستعبدها من جهة اخرى . وقد وقفت " حركة التجديد " في عصر النهضة ضد الامبريالية في عدوانها على الشعوب الاسلامية ، ووقفت ضد الاستبداد المتمثل في الاقطاعية الشرقية والعثمانية . وهذا الموقف يتعارض طبعا مع المشروع العام الذي تريد منظمات الاسلام السياسي تحقيقه في المجتمع ، والذي ليس في الحقيقة اكثر من محاولة بائسة ويائسة لبعث السلطة العثمانية الاستبدادية خلف اقنعة مختلفة ، وقتل المشروع العربي المعاصر ، وليس الحداثي التغريبي الاباحي ،الذي يخوض النضال ضد كل المخزون الثقافي السلبي المعشعش في البنية العربية على مدى مئات السنين ، والذي يلتمس لنفسه البراءة في اقاصيص وحكايات ونصوص تاريخية استهدفت قتل روح المبادرة في العقل العربي المأزوم أصلأ خدمة للنظم الاستبدادية القامعة ، ومن جهة اخرى محاولات الرجعية في ان تستغل الدين ضد طبيعته وروحه لعرقلة التقدم ، وذلك بافتعال تفسيرات له تتصادم مع حكمته الإلهية السامية .
....
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى